رضا محمود Admin

عدد المساهمات : 1020 تاريخ التسجيل : 04/07/2009
 | موضوع: المستقبل لهذا الدين الأحد يناير 31, 2010 8:36 am | |
| المستقبل لهذا الدين سيد قطب دار الشروق ملخص الكتاب الانسان هو الانسان منذ أن نشأ.انه في حاجة الى" عقيدة" تعمر قلبه ؛وتنبثق منها تصوراته ؛وتقدم له التفسير الشامل لحياته وللكون من حوله ؛ولعلاقته هو والكون بالخالق الاعلى .."عقيدة"ترسم له اهدافا اكبر من ذاته ,واعم من جيله ,وابعد من حاضره وارفع من واقعه وتربطه بذات علوية.لها عليه رقابة وسيطرة ؛يحبها ويخشاها ويتقى غضبها ويطلب رضاها ؛وينتظر عونها على الخير ؛ويستحي من مواجهتها بالشر,ويرجو جزاءها العادل الكامل الذي يعوض عليه ما يفوته في صراعه للشر في هذه الحياة الدنيا ,ويربط حياته كلها بها ويتلقى عنها نظام حياته ومناهج فكره وسلوكه كما يتلقى عنها شعائر عبادته سواء بسواء..فتستقيم حياته كلها حزمة واحدة ,لا فصام فيها ولا صدام.. ولقد يشغل الانسان بعض الوقت بجوعة الجسد ,وما يتعلق بها من الانتاج بشتى وسائله و صنوفه ,ومن المتاع الحسى بشتى ألونه ومذاقاته... ولكن هذه الجوعة وكل ما يتعلق بها لا تستغرق الكينونة الانسانية. و اشباعها لا يسد سائر الجوعات "الانسانية". وما أن تهدأ هذه الجوعة حتى تتحرك في الكائن الانساني جوعة أخرى. جوعة لا يسدها الطعام, و لا يرويها الشراب , ولا يكفيها الكساء, ولا تسكنها كل ضروب المتاع.. انها جوعة من نوع اخر. جوعة الى الايمان بقوة أكبر من البشر، وعالم أكبر من المحسوس ، و مجال أكبر من الحياة الدنيا... و جوعة الى الوثام بين ضمير الانسان وواقعة ، بين الشريعة التي تحكم ضميره و الشريعة التى تحكم حياته. بين منهج حركته الذاتية و منهج الحركة الكونية من حوله. جوعة الى "اله" واحد، يتلقى منه شريعة قلبه و شريعة مجتمعه على السواء...
وكل نظام للحياة لا يحقق السعادة للكائن البشرى الا اذا تضمن كفاية هذه الجوعات المتعددة في كينونته الواحدة.. وهذه السمة هي التي خلت منها حضارة الرجل الأبيض !
ولهذا السبب-من وراء كل سبب-انتهى دور الرجل الابيض...
المستقبل لهذا الدين ..لمن يريد ذاك المستقبل !!
لقد كافح الإٍسلام - وهو أعزل - لأن عنصر القوة كامن في طبيعته. كامن في بساطته ووضوحه وشموله، وملاءمته للفطرة البشرية، وتلبيته لحاجاتها الحقيقية .. كامن في الاستعلاء عن العبودية للعباد بالعبودية لله رب العباد؛ وفي رفض التلقي إلا منه، ورفض الخضوع إلا له من دون العالمين .. كامن كذلك في الاستعلاء بأهله على الملابسات العارضة كالوقوع تحت سلطان المتسلطين. فهذا السلطان يظل خارج نطاق الضمير مهما اشتدت وطأته .. ومن ثم لا تقع الهزيمة الروحية طالما عمر الإسلام القلب والضمير، وإن وقعت الهزيمة الظاهرية في بعض الأحايين.
إن خصائص الإسلام الذاتية هي التي تحنق عليه أعداءه الطامعين في أسلاب الوطن الإسلامي .. هذه هي حقيقة المعركة؛ وهذا هو دافعها الأصيل..
إننا لسنا وحدنا .. إن رصيد الفطرة معنا .. فطرة الكون وفطرة الإنسان .. وهو رصيد هائل ضخم .. أضخم من كل ما يطرأ على الفطرة من أثقال الحضارة .. ومتى تعارضت الفطرة مع الحضارة، فلا بد أن يكتب النصر للفطرة .. قصر الصراع أم طال
أمر واحد يجب أن يكون في حسابنا .. إن أمامنا كفاحاً مريراً شاقاً طويلاً. لاستنقاذ الفطرة من الركام. ثم لتغليب الفطرة على هذا الركام. | |
|