هآرتس: مبارك كان منفذا لأوامر أمريكا وإسرائيل
تحت عنوان " ثورة مصر من التويتر لسجن طرة" أشارت صحيفة هأرتس الإسرائيلية إلى أن الثورة الشعبية المصرية حققت أكبر مطالبها وهو محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه مقارنة بينها وبين الثورة البلشفية في روسيا واطاحتها بالديكتاتور الروسي نيقولاي الثاني والثورة الشعبية الرومانية واطاحتها بالحاكم الروماني تشاوشيسكو وزوجته ، لافتة في نفس الوقت إلى أن النظام الحاكم القادم بالقاهرة قد يلقى نفس مصير مبارك وعائلته اذا لم يحقق مطالب الجماهير منتقدة في الوقت نفسه ما اسمته حالة العداء المصري الشعبي تجاه تل أبيب وواصفة مبارك بانه " منفذ اوامر إسرائيل " الذي سيشتاق بنيامين نتنياهو له دائما وإليكم نص التقرير..
" ثورة مصر من التويتر لسجن طرة
الثورة المصرية التي بدت للوهلة الأولى كانتفاضة عفوية من جيل الفيسبوك والتويتر تحولت الى ثورة من النوع الذي عرفنا من قبل عبر التاريخ في روسيا ورمانيا وغيرها ، الحاكم المخلوع حسني مبارك ونجليه تم نقلهم هذا الأسبوع من محل اقامتهم الاجباري في شرم الشيخ الى معتقل حقيقي بكل معنى الكلمة كما حدث مع القيصر الروسي نيقولاي واسرته عقب قيام الثورة البلشفية وكما حدث مع حاكم رومانيا الديكتاتور نيقولا وزوجته ايلانا تشاوشيسكو يحدث الآن مع مبارك وعلاء وجمال تاركين ورائهم ملذات السلطة ونعيمها متوجهين الى سجن طرة .
في الدول المحكومة بأنظمة ديكتاتورية كما كان في روسيا القيصرية ورومانيا الشيوعية ومصر المباركية لا يمكن ازاحة الحكومة الا بهذه الطريقة غير السعيدة ، لابد من العنف مع الطغاة ، مبارك وابنائه يتوجهون لسجن طرة في القاهرة نفس المكان الذي أمضى فيه عزام عزام ـ الجاسوس الإسرائيلي ـ فترة سجنه ، جمال مبارك يظهر الآن مرتديا تريننج غير حليق الذقن ويبدو كظل متضائل بعد ان كان على وشك وراثة العرش منذ عدة شهور وكأنه لا يفهم ماذا يحدث من حوله.
في مصر إذا سقطت من عليائك وكبريائك فقد انتهيت ، لقد تم اعتقال وزراء الحكومة السابقة بنظام مبارك وبعد اعترافاتهم في غرف التحقيق جاء الدور على الرئيس المخلوع وابنائه ، النظام القادم في مصر لا توجد له اي ضمانات في البقاء اذا لم يحقق رغبة الجماهير ، المتظاهرون في ميدان التحرير طالبوا برأس مبارك والسلطات لبت ندائهم وحققت مطالبهم .
ما حدث لمبارك يفسر لنا سعي باقي الطغاة الآخرين في العالم العربي للحرب من أجل كراسيهم ، إنهم يعلمون أنه في نهاية فترة ولايتهم لن ينتظرهم معاش تقاعدي أو يمضون عقودا لكتابة مذكراتهم بل سينتظرهم الإعدام بالكلاشينكوف ، لهذا يقوم بشار الأسد بضرب المتظاهرين والقذافي يحارب حتى الموت والرئيس اليمني يرفض الاستقالة من منصبه رغم رفع الولايات المتحدة حصانتها عنه .
في الوقت الذي يحاكم فيه مبارك عاد العداء المصري ضد إسرائيل ، وبعد ان قام المتظاهرون بالتركيز خلال الأيام الاولى للثورة الشعبية على دعواتهم لتحقيق الديمقراطية ولم يقوموا باحراق الأعلام الإسرائيلي في ميدان التحرير تغير الوضع يوم الجمعة قبل الماضية عندما اندلعت تظاهرة الالفين فرد أمام سفارتنا بالقاهرة ، يبدو أن العداء لإسرائيل لم يكن فقط حيلة من النظام المصري السابق للفت انظار الناس عن مشاكلهم الشعبية بل ان هذا العداء هو شعور حقيقي يكنه الشعب المصري ضدنا ، ما نراه الآن هو تطرف المرشحين المصريين للرئاسة ضد تل أبيب والتقارب الجاري بين ايران وبين مصر علاوة على مطالب الأخيرة بتعديل سعر الغاز الطبيعي المورد لإسرائيل ، من وجهة نظر المصريين هذه افضل سياسة واكثرها نموذجية في التعامل مع تل أبيب في مثل هذا الوقت الذي اصبحت فيه الاخيرة بحكومتها اليمينية معزولة دوليا ويكن الهجوم عليها كما تشاء دون دفع اي ثمن يذكر في علاقات مصر مع الجانب الأمريكي والأوروبي .
نبؤات الذعر الاسرائيلي من رحيل مبارك والتي سادت خلال السنوات الأخيرة من حكمه تتحقق الآن ، لقد كان مبارك منفذ أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل ، الحاكم المصري القادم سيكون على العكس من مبارك وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة سيستمر في حنينه واشتياقه لصديقه المقرب حسني مبارك مع الأخذ في الاعتبار ان القادم سيكون صعبا وفي ظل ما نشهده من دعوات بطرد إسرائيل من أراضي الضفة الغربية تحت ضغط دولي وحرب تل أبيب الخاسرة في اجهاض هذا" .
المصدر: الدستور الأصلي