كيف كشفت الثورة عن أخلاق الشعب المصرى
كتب – رضا محمود
إن المصريين ليس لديهم اختلاط بالمفاهيم والقيم الانسانية بسبب الميراث الحضارى الكبير. ولكن ما حدث على مدار ثلاثون عاماً مضت .من فساد سياسى وغياب رؤية قومية أو مشروعات يغلب عليها الطابع القومى . حول أنظار المصريين ولو بشكل مؤقت الى الاهتمام بمصالحهم الشخصيه والوقتية . وتحول الاهتمام الى بيوتهم وتركوا الشارع والحياه العامة للفوضى والعشوائية . وكان هذا ظاهراً فى سلوك المعلمين فى المدارس فى ظاهرة الدروس الخصوصية . والموظفين فى الهيئات الحكومية فى ظاهرة الرشوة وفتح الأدراج . وظاهرة المحسوبية فى الوظائف على حساب الكفائه لأن النظام تعمد إبراز اسوأ ما فى المصريين لأنه يختار للوظيفه أو المنصب من له ولاء للنظام وليس من لديه كفائه.فتولد احساس مؤقت لدى المصريين بعدم الانتماء للشارع. فأصبح المصرى غير مطمئن على مستقبل أولاده . ولكن عندما خرج الشباب يوم 25يناير فاجئو العالم بهذه القيم والمفاهيم الانسانيه وتفاعل معهم جموع الناس بنفس الطريقه . لأن هذه القيم والمفاهيم كانت حاضرة داخل البيوت المصرية . والعالم كان ينظر فى الماضى الى الشارع المصرى بكل عشوائياته وفساده . ولهذا السبب فوجئ العالم بهذا السلوك الحضارى لأن الشباب وببساطه تصرفوا فى ميدان التحرير كما يتصرفون فى بيوتهم ومع أقاربهم . وظهر هذا جلياً عندما شعروا أن الشارع أصبح ملكهم فقاموا بتنظيموه وتنظيفوه دون أى كلفه . .