صور عائلة البرادعي تتفاعل بالصحافة المصرية
تفاعلت قضية نشر صور عائلية خاصة لأسرة المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، بشكل كبير في الصحافة المصرية ووسائل الاعلام والمواقع الإلكترونية، وحظيت هذه القضية بردود
فعل محدثة صدىً مدوياً بين الليبراليين والمحافظين على حد سواء وذلك بعد أن ظهرت "ليلى" ابنة البرادعي والتي تعمل محامية في لندن، بلباس البحر وفي حفل زفافها الذي قدمت خلاله مشروبات كحولية، ضمن مجموعة صور أنشأتها سيدة مجهولة تدعي أنها صديقة لـ"ليلى البرادعي" ابنه الدكتور محمد البرادعي، على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" اتهمت فيها أسرة البرادعي بالإلحاد، وأن ابنته ليلى متزوجة من شخص مسيحي.
هذا الموضوع استقطب اهتمام معظم المراقبين وبعض كتّاب الأعمدة في الصحافة المصرية الذين اعتبروها تتعارض مع المشاعر الخاصة للمصريين، وتتناقض مع القيم الأخلاقية للمجتمع المصري مما يشكل في الوقت نفسه تطوراً مهماً لجماهيرية البرادعي.
وقد أثارت الصور شكوكا حول تسريبها، و حقيقتها وسبب نشرها في هذا التوقيت بالذات وعلاقات السلطات المصرية بذلك، في ظل استعداد الجمعية الوطنية للتغيير لاستكمال المليون توقيع على مطالبها الإصلاحية.
ويظهر من متابعة ردود الفعل وتداعيات القضية في الصحافة المصرية أن هناك خلافات ظهرت جلياً بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي من طرف، والملتزمين دينياً من طرف أخر، وأنصار البرادعي من جهة ثالثة، وظهر من خلال التعليقات لأحد أنصار البرادعي بأن الصور والبيانات كلها مزوّرة لأن الصفحة الشخصية لإبنة البرادعي مكتوبة باللغة العربية وهي غالباً لا تجيد العربية وتساءل أحدهم : لماذا تكتب ليلى البرادعي باللغة العربية في الوقت الذي تعيش فيه بالغرب وتتحدث الانجليزية؟ بينما راحت فئة أخرى لإطلاق اتهامات على الأجهزة الأمنية في نشر مثل هذه الصور لتصفية البرادعي سياسياً، بينما استنكر المتلزمين دينياً كتابتها كلمة "agnostic" أي ملحد في خانة الديانة".
وعلى صعيد متصل أنشأ عدد من الشباب المؤيدين لمطالب الدكتور محمد البرادعي مجموعة مضادة بعنوان "الرد على الإساءه لعائله البرادعي" للدفاع عنهم .
وفي سياق ردود الفعل وكأول رد فعل له على نشر صور لابنته بالبيكيني على أحد الشواطئ مع زوجها ، قال الدكتور محمد البرادعى: "إن النظام يقود حملة لتشويهه تعتمد على الكذب والافتراء". مضيفاً :ان "مثل هذه الحملة هي الاجابة الدائمة والوحيدة التي يرد بها النظام على من ينادي بالديموقراطية التي هي السبيل الوحيد للحرية والاصلاح الاقتصادي والعدل الاجتماعي ومعاملة المواطنين على انهم بشر لهم حقوقهم الادمية".
أما الحزب الوطني الديموقراطي فقد دان بشدة نشر الصور على موقع فايسبوك ووصف متحدث باسم الحزب الحاكم نشر الصور بانه "عمل غير شريف".
لكن مسؤولا رفيعا في جماعة الإخوان المسلمين المعارضة قال :"غن الجماعة غير مهتمة بحياة البرادعي الشخصية. وقال مسؤول المكتب السياسي للجماعة عصام العريان "نحن لا ندعم اي شخصية بذاتها. نتفق على مطالب تتعلق بالاصلاح ونحن ضمن فريق يجمع تيارات متعددة من ضمنها الليبراليين". واضاف "لكل جماعة حياتها الخاصة (...). اولويتنا هي الاصلاح". وقالت الجماعة في مقال على الانترنت إن الديمقراطية أهم من لباس البحر الخاص بليلى البرادعي".
أما الليبرالين فرأوا أن في نشر تلك الصور لأسرة البرادعي نوع من التطفل على الحياة الشخصية لمرشح محتمل في الانتخابات، وهو الأمر الذي وصفوه بـ "الغير أخلاقي".