ضحك مجروح
بلال فضل
دار الشروق
ملخص الكتاب
يتكون الكتاب من فصول عديدة وصغيرة تتناول بعض المواقف التي يقابلها الكاتب ونقابلها نحن في حياتنا اليومية خاصة في مصر التي تظهر كمواقف مضحكة ولكنها في حقيقتها مبكية، حيث يعرضها بطريقة تجعلك تتوقف لفترة لتفكر في حقيقتها وتتأملها وتنظر إليها بشكل أعمق لتكتشف حقيقة أنها حقا ً تدل على ما وصلنا إليه من فساد وسطحية وسلبية وو
كما يتناول الكاتب في بعض الفصول بعض القضايا في عالمنا العربي بشكل ساخر مثل عدم تنازل الحكام العرب عن كراسيهم وثقافة العلاج بالمسكنات وثقافة البحث عن الحلول بعد وقوع الكارثة وثقافة عدم الجدية وغيرها من المعتقدات التي تربينا عليها في عالمنا العربي.
والذي يجعل القارئ لا يمل أبدأ من الكتاب هو أسلوب بلال فضل الساخر الكوميدي اللاذع في كثير من الأحيان، فتشعر أنه يتكلم من قلب الشارع العربي عموما والمصري خصوصا ً ويتحدث بلسانك عن ما يزعجك في أوطاننا وعن الأحوال التي وصلنا لها. كما أنه يلفت نظرك إلى أشياء نفعلها دائما ً دون أن نفكر فيها أو نتوقف لنسأل أنفسنا هل هي صحيحة أم لا ؟!
كما يربط بطريقة مذهلة بين أشياء نراها في الشارع ونعتبرها مضحكة وكيف أننا نطبق تلك الأشياء في واقعنا فمثلا ً عنوان أحد الفصول "انتبه أمامك كمين!" ففي شوارع القاهرة تجد هذه اليافطة مكتوب عليها انتبه أمامك كمين ! وبالطبع ستتساءل وكيف يكون الكمين كمينا ً إذا تم التنبيه له من قبله ؟!! من المفترض أن يكون الكمين شيء مخفي تفاجئ بوجوده أمامك لا أن تعلم أنك ستواجهه فتأخذ احتياطاتك إذا كنت مخالفا ً أو يقوم من يحمل الممنوعات مثلا ً بسلك طريق آخر للهروب من الكمين ! فهنا فقد الكمين معناه، ثم يربط الكاتب ذلك بواقعنا فدائما ً ما يتم معالجة أي أزمة سياسية أو اجتماعية بالحديث عن وجود كمين ودائما ً ما نقول أن هناك كمين منصوب لوحدتنا الوطنية ! فإذا كنا نعرف أن هنالك كمين فلماذا نقع فيه كل مرة ؟؟ أم أننا نطبق نفس منهجنا في التعامل مع كمين الشرطة الذي نعلم أنه ليس كمينا ً ولكن ندخله مدّعين أنه كمين فعلا !.
ويطرح بعض الأسئلة التي تراها مضحكة ولكن بعد قراءة الفصل والتمعن فيه قد تجد نفسك تبكي بكاء ً شديدا ً معترفا ً بجهلك وضعفك متنبها ً أنك تفعل ما تظنه خير لك ولكن في الحقيقة أن ما تفعله هو كارثة بحق نفسك وبحق أمتك. فمثلا ً أرى أنه من أهم الفصول هو الذي أسماه الكاتب "بصراحة .. ما الفرق بينك وبين دكر البط ؟!" بالطبع قد تضحك من اسم الفصل ولكن يشرح الكاتب في هذا الفصل كيف أنك تعطل أهم خاصية عندك كإنسان وهي خاصية التمرد، ليس التمرد على نظام الحكم، ولكن ما يركز عليه الكاتب هو التمرد على ما يتم فرضه عليك من المجتمع؟ أو على الأوضاع الخاطئة التي نغرق فيها، أو أن تتمرد على إجبارك أن تمشي مع القطيع تفعل كما يفعل الآخرون وتعيش كما يود الآخرون لك أن تعيش متناسيا ً أن الله قد خلقنا أحرارا ً وميزنا عن الحيوانات فأعطانا حق التمرد والعيش كما يحلو لنا ما دام في الإطار الصحيح ولا ننتظر دائما ًمن يملي علينا ما يجب فعله .....
وفي بعض الفصول الأخرى يطرح بعض الأسئلة التي يقول أنها دائما ما تشغله ويفكر فيها وعندما تقرأها تجد أنها نفس الأسئلة التي طالما سألتها وحاولت أن تبحث عن إجابة مرضية لها، قد تكون قد وجدت الإجابة أو قد تكون لم تجدها بعد فتجد نفسك قد تركت الكتاب وبدأت في تشغيل عقلك و التفكير في هذه الأسئلة مما يجعلك أكثر عمقا ً وأكثر إدراكا ً للحياة ولنفسك.
ويساعدك هذا الكتاب على تغيير بعض السلوكيات الخاطئة التي نقوم بها لأنه لا يعتمد على السرد الطويل الذي تمل من قراءته وقد لا تنتبه بالفعل أنك تقوم بذلك حيث لا يكون هناك ربط بينه وبين الواقع ، ولكن قام الكاتب بإيضاح تلك السلوكيات من خلال مواقف حياتية نمر بها جميعا ً وبأسلوب شيق يجعلك تشعر وكأنك ترى نفسك في هذا الموقف.
لذلك فهو كتاب رائع يجمع بين الضحك والبكاء، بين البساطة والعمق، بين التسلية والتفكير.
ماذا نستفيد من الكتاب
الانتباه إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي نقوم بها
لفت النظر إلى بعض القيم والعادات في وطننا العربي والتي قد ننظر لها أنها صحيحة ولكن حقيقة هي خاطئة تماما
يساعد الكتاب على التفكير في الكثير من الأشياء بشكل عميق مما يجعلنا أكثر إدراكا ً للحياة ولأنفسنا ويقوي قدرتنا على التفكير والتحليل
الرئيسية 
البوابة 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الأحد ديسمبر 25, 2016 7:40 am من طرف 
اليومية
موضوع: ضحك مجروح للكاتب بلال فضل 
